أثارت التقارير الواردة بشأن صفقة مرتقبة بين مصر وروسيا، لشراء طائرات "سو-35"، حالة من الجدل والرعب في أمريكا.
نشرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية تقريراً بشأن إرسال وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكية رسالة تحذير إلى مصر، بأنها قد تكون معرضة لفرض عقوبات عليها في حالة إبرامها اتفاقا لشراء طائرات "سو-35" الروسية.
وأوضحت بلومبرج في تقريرها أن وزير الخارجية "مايك بومبيو" ووزير الدفاع "مارك إسبر"، بعثا برسالة تحذير إلى مصر، بأن إبرامها اتفاق شراء طائرات "سو-35" من روسيا، سيعقد بصورة كبيرة اتفاقات الدفاع الأمريكية مع مصر.
ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية كواليس تلك الرسالة في تقرير لها، أوضحت فيه أن بومبيو وزير الخارجية الأمريكية وإسبر وزير الدفاع الأمريكي، وجها رسالة إلى وزير الدفاع المصري "محمد أحمد زكي"، قالا فيها إن إبرام تلك الصفقة قد يتسبب في فرض عقوبات على مصر.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في البنتاجون لم يكشفوا عن هويتهم، قولهم إنه تم تحذير قائد القوات الجوية المصرية "الفريق محمد عباس" من عواقب تلك الصفقة، وحث مصر على مراجعة معاملاتها العسكرية والاستخباراتية مع روسيا.
وذكرت الصحيفة أن الوزيرين قالا في التحذير المرسل إلى القاهرة، إن "صفقات أسلحة جديدة وكبيرة مع روسيا ستؤثر، على الأقل، على اتفاقيات التعاون في مجال الدفاع مستقبلاً بين الولايات المتحدة ومصر، وعلى المساعدات لمصر لضمان أمنها".
محاولة غير عادلة
من جانبه، أكد أندري كراسوف نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي (مجلس النواب) في تصريحات نشرتها وكالة "سبوتنيك" أن تهديد واشنطن لمصر بفرض عقوبات إذا قامت بشراء مقاتلات "سو-35" محاولة غير عادلة للمنافسة في سوق السلاح.
وأشار البرلماني الروسي أندري كراسوف إلى: أن الولايات المتحدة الأمريكية تمارس سياسة العقوبات ضد البلدان التي لديها سياسة خارجية مستقلة، وهدفها من ذلك تعزيز مصالح واشنطن الاقتصادية والجيوسياسية.
وأكد كوندراتيف أن واشنطن ليس لها الحق في التدخل في المعاملات التجارية، "فهذا غير مسموح به"، مشيرا إلى أن هناك منافسة عالية في سوق السلاح، والجانب الأمريكي كالعادة يحاول استخدام الضغط.
وتابع: "نحن بحاجة إلى السير في المسار الدبلوماسي، وتوسيع آفاق التعاون مع الدول الأخرى وتزويدها بأسلحتنا".
مسألة سيادية
وفي السياق قال اللواء ناجي شهود، المستشار في أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن زيارة وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إلى مصر، تعبر عن امتداد التعاون والتقارب العسكري والسياسي بين موسكو والقاهرة.
ورجح ناجي شهود أن يكون شويجو قد حمل معه رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالإرهاب في المنطقة خاصة بعد التطورات الأخيرة في سوريا.
وأضاف الخبير العسكري المصري أن:
"مسألة تحذير واشنطن من المضي قدما في صفقة سوخوي 35، ينبغي ألا تؤخذ على محمل الجد، لأن هذه هي عادة واشنطن، بدليل تكرار هذه التحذيرات من جانب واشنطن، تتزامن مع استمرار مصر في تنفيذ العديد من الصفقات مع الصين وروسيا وفرنسا، لأنها مسألة سيادية".
يذكر أن صحيفة "كوميرسانت" الروسية، أعلنت في 25 أبريل/نيسان من العام الجاري أن روسيا ومصر وقعتا على عقد لتزويد القاهرة بمقاتلات "سوخوي-35"، ولكن لم يتم تأكيد هذه المعلومة رسميا.
ووفقاً لمصادر الصحيفة، فإن مصر ستحصل على أكثر من 20 مقاتلة من طراز "سو- 35" مقابل ملياري دولار، حيث دخل العقد حيز التنفيذ، ويمكن أن تبدأ عمليات التسليم في 2020-2021.
الوعد الكاذب
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقريرها، إن مصر لجأت إلى صفقة طائرات "سو-35"، بسبب وعود أمريكا "الكاذبة" العديدة لمصر.ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول مطلع على المحادثات العسكرية الأمريكية المصرية، رفض الكشف عن هويته، قوله: "المسؤولون المصريون طالما حثوا الإدارة الأمريكية على وفاء ترامب بما سبق وتعهد به بعد لقائه مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي عام 2018، بشأن منح مصر مقاتلات إف-35".
وأوضحت الصحيفة أن الطلب المصري، جاء بعد مناقشات مستمرة مع الجانب الأمريكي، رغم الرفض الأمريكي الدائم لبيع تلك المقاتلات إلى القاهرة، مضيفة "هذا ما دفع الجيش المصري لشراء تلك المقاتلات الحديثة من روسيا".
وتابع المصدر بقوله "يبدو أن طلب مصر لشراء مقاتلات إف-35، سيظل مرفوضا، لأن تلك الطائرات محظور بيعها في الشرق الأوسط إلا لإسرائيل، حتى أن الولايات المتحدة، رفضت طلبا سابقا من الإمارات لشراء نفس المقاتلات".
اقرأ أيضاً:
خبير عسكري مصري: تحذير واشنطن من صفقة "سو 35" الروسية ينبغي ألا يؤخذ على محمل الجد
بعد تهديدات واشنطن.. هل تتراجع مصر عن التعاون العسكري مع روسيا .. تعرف الآن
شاركنا برأيك في التعليقات بالأسفل
المصدر: عربي Sputnik
إرسال تعليق