في برلين، جاء الاحتفال بمشاركة زعماء من أوروبا الوسطى والشرقية لإحياء هذه اللحظة التاريخية المحورية التي كانت علامة
على نهاية الشيوعية وإعادة توحيد ألمانيا.
ومن المقرر عقد العديد من الفعاليات في جميع أنحاء المدينة، التي شملت الاحتفال في مكان النصب التذكاري لجدار برلين، بحضور هؤلاء القادة.
من جانبها، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن القيم الأوروبية يجب ألا تعامل باعتبارها منحة، مُوضحة أن "القيم التي تقوم
عليها أوروبا، الحرية والديمقراطية والمساواة وسيادة القانون وحقوق الإنسان، لا يجب اعتبارها منحة.. علينا دائمًا أن ندافع عنها".
وأضافت ميركل: "في المستقبل، ستستمر أوروبا في القتال من أجل حقوق الإنسان والتسامح والديمقراطية"، مُؤكدة: "هذا وقت التغييرات العالمية، لذا تعتبر مسألة مُلحة".
وسوف تُضاء الشموع أيضًا لضحايا العنف إبان الحقبة الشيوعية، وستستمر الاحتفالات حتى المساء عند بوابة براندنبورغ، رمز ألمانيا المُوحدة التي كانت ذات يوم بمثابة المنطقة المحظورة بين الشرق والغرب. وقبل 30 عامًا، تسبب الحدث الزلزالي لسقوط جدار برلين في موجات صدمة في جميع أنحاء أوروبا، وأثار الآمال لدى الملايين في ألمانيا الشرقية.
وفي 13 أغسطس/آب 1961، استيقظ الألمان ليجدوا حاجزًا مؤقتًا من الأسلاك الشائكة تقطع شوارع برلين.
وتطور الجدار خلال العقود الثلاثة التالية ليصبح خرسانيًا بطول 45 كيلومترًا، والذي كان يرمز إلى الانقسام الأيديولوجي العميق بين الكتلة السوفيتية والغرب في ذروة الحرب الباردة.
وحينها، تم تحصين الجدار، البالغ عرضه 3 أمتار ونصف، بأبراج مراقبة وأسوار كهربية وحراس مُسلحين.
ومع حلول 9 نوفمبر/تشرين الثاني 1989، اقتحمت حشود مُبتهجة حاجز الحصار الخرساني، بعد دقائق فقط من إعلان جمهورية ألمانيا الديمقراطية الشيوعية عن رفع قيود السفر على الألمان الشرقيين.. وتغيرت دعاية الشعبوية إلى شعارات الحرية والوحدة.
ورُغم سقوط الجدار منذ ثلاثة عقود ما زال هناك حاجز غير مرئي مُمتد عبر ألمانيا.
وقال ستيفن ماو، أستاذ علم الاجتماع بجامعة هومبولت في برلين، إن الفجوات الكثيرة ضاقت، لا سيما الفجوات الاقتصادية، لكن لا يزال لدى الناس "اختلافات قوية في المواقف والعقلية".
وأضاف ماو: "حتى الطريقة التي يرى بها الناس أنفسهم وبلدهم مُختلفة، مُشيرًا إلى أن معظم الألمان الغربيين يقولون إنه "لم يعد هناك فرق... في حين أن معظم الألمان الشرقيين يقولون إنه لا يزال هناك فرق واضح بين الشرق والغرب".
واستند ماو إلى استطلاعات تقول إن نصف الألمان الشرقيين مازالوا يشعرون بأنهم "مواطنون من الدرجة الثانية". وبينما تم سد جزء كبير من تلك الفجوة خلال العقود الماضية، ما زالت مناطق ألمانية الشرقية مُتخلفة، من حيث الناتج المحلي الإجمالي والدخل.
المصدر: CNN
إرسال تعليق