رغم اعتراض دول مجلس الأمن، ودول أوروبا، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران ستبقى سارية، وأن حظر الأسلحة التقليدية المفروض عليها لن ينتهي أجله في منتصف أكتوبر المقبل كما هو مقرر.
رغم اعتراض 13 دولة من أصل 15 عضوا في مجلس الأمن الدولي، من بينهم حلفاء قدامى للولايات المتحدة، اتخذت واشنطن خطوتها تجاه طهران.
قال مراقبون إن "العقوبات الأمريكية تأتي في سياق انتخابي، وأن الدول الأوروبية رغم اعتراضها ليس لها أي تأثير في الشرق الأوسط"، مؤكدين أن "هذه العقوبات تضر بالقانون الدولي أكثر من ضررها بإيران، التي ترضخ أصلًا تحت عقوبات أشد قسوة".
عقوبات أمريكية
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بيان: "العودة للعقوبات اليوم هي خطوة نحو السلام والأمن الدوليين".
وتابع: " في الأيام المقبلة ستعلن الولايات المتحدة عن مجموعة من الإجراءات الإضافية لتعزيز تطبيق عقوبات الأمم المتحدة ومحاسبة المخالفين".
ورأى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن الولايات المتحدة لم تعد مشاركة في الاتفاق النووي مع إيران بعد انسحابها منه. واعتبر أنه لا يمكن بدء عملية إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231.
وأكد بوريل مواصلة الالتزام برفع العقوبات عن إيران بموجب الاتفاق النووي، وشدد على العمل لضمان الحفاظ على الاتفاق وتنفيذه بالكامل من قبل الجميع.
تأثير أوروبي محدود
الدكتور رامي الخليفة العلي، باحث في الفلسفة السياسية في جامعة باريس، قال إن "إعادة الولايات المتحدة الأمريكية العقوبات على إيران له جانب انتخابي من الدرجة الأولى".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الرئيس الأمريكي يدرك أن هناك صعوبات كبيرة تعترض طريق إعادة انتخابه؛ لذلك يتخذ من السياسية الخارجية بشكل عام ومن ملفات معينة وسيلة لإعادة جذب الناخبين".
وتابع: "رغم ذلك الكل يدرك أن تأثر ذلك ليس بالكبير على الخارطة الانتخابية للولايات المتحدة الأمريكية، بالتالي يمكن أن نتوقع إجراءات مشدة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، والدفع باتجاه توقيع اتفاقيات سلام بين البحرين وإسرائيل والإمارات، أو فيما يتعلق بالسياسية المتشددة تجاه الجانب الإيراني".
وأكد أن "بالنسبة للدول الأوروبية لا تستطيع أن تفعل الكثير خاصة في منطقة الشرق الأوسط، هنالك حضور أكبر لأمريكا بينما التأثير الأوروبي يبقى محدودًا إلى حد كبير، لذلك وفق كل المعطيات أمريكا إذا أعيد انتخاب ترامب ستستمر في سياستها، والكل ينتظر النتائج وما ستأؤول إليه الأوضاع والسياسة الأمريكية في الملف الإيراني وملفات أخرى".
ضرر دولي
من جانبه قال الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، إن "العقوبات الأمريكية كانت موجودة على إيران، والولايات المتحدة أعلنت عودة عقوبات مجلس الأمن وكل دول مجلس الأمن عارضت خطوة الولايات المتحدة".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "تصرف الولايات المتحدة يعني أنها تريد فرض قانون الغاب على العالم بدل القانون الدولي وبما أنها الأقوى فهي تفعل ما تشاء دون رأي باقي دول العالم".
وتابع: "وهذا يضر بالمجتمع الدولي والنظام الدولي التي كانت الولايات المتحدة نفسها أحد مؤسسيه أكثر مما يضر بإيران، فإيران اليوم ترضخ تحت عقوبات أشد من عقوبات مجلس الأمن الدولي".
تأتي هذه العقوبات في خطوة من شأنها تأكيد الولايات المتحدة إعادة جميع عقوبات الأمم المتحدة ضد طهران، ما يرفضه حلفاء رئيسيون مثل الاتحاد الأوروبي، إلى جانب روسيا والصين.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، أمس الأحد، أنه لن يتخذ أي إجراءات فيما يتعلق بطلب الولايات المتحدة إعادة فرض العقوبات ضد طهران بسبب "نقص الوضوح".
وتقول واشنطن إنها فعلت آلية "آلية الزناد /العودة للوضع السابق" في الاتفاق النووي الإيراني، والتي تقضي بمعاودة فرض جميع عقوبات الأمم المتحدة على إيران، ولكن باقي أطراف الاتفاق النووي (بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا) ومعظم أعضاء مجلس الأمن الدولي، قالوا إنهم لا يعتقدون أن الولايات المتحدة يمكن أن تعاود فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، لأنها انسحبت من الاتفاق النووي الذي وقع عام 2015 مع طهران.
وكانت إيران قد وقعت مع مجموعة (5 +1) اتفاقا عام 2015 يحد من تطوير برنامجها النووي، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن الانسحاب من الاتفاق.
إرسال تعليق