كثير منا يستيقظ ليلا بسبب ألم الذراع الذي يصل في بعض حالاته، إلى الخدر (التنميل) التام.
وبحسب موقع شركة "بريت سيد"، ففي بعض الأحيان، نشعر أيضًا بإحساس وخز، كما لو أن "دبابيس وإبر" صغيرة تخترق جلدنا، مشيرة إلى أن المصطلح الطبي لهذا هو "التنمل"، ولكن لماذا يحدث هذا؟، وهل يجب أن نقلق بشأنه؟
يقول المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية إن التنمل يمكن أن يحدث في أجزاء مختلفة من الجسم دون سابق إنذار، وعادة ما تحدث بسبب الضغط المستمر على الأعصاب.
ويؤكد أن "تنمل الحس" عادة ما يكون غير ضار عندما يكون عابرًا، ولكن يمكن أن يكون أحد أعراض مرض كامن عند التعرض له بشكل متكرر.
وعن الأسباب المحتملة للتنمل، يقول المعهد إن وضعية النوم تؤثر بشكل مباشر فيه، فالنوم على بطننا وأيدينا تحت أجسادنا، أو الاستلقاء على ظهورنا وأيدينا تحت رؤوسنا، أو الغفوة على جانبنا والتواء ذراعنا هي أوضاع نوم سيئة يمكن أن تسبب ضغطًا ممتدًا على أعصابنا، ينتج عن ذلك اضطراب في تدفق الدم، ويتفاعل نظامنا العصبي مع الشعور بالوخز.
أيضا من أهم أسبابه ما يسمى بـ "العصب المقروص"، حيث يمتد العصب الزندي من الكتف إلى الكوع، وهو مسؤول عن توفير الإحساس بأيدينا، لذا فمن الأعراض المحتملة لعصب زندي مقروص أو مضغوط، ألم الرسغ، وقبضة ضعيفة، وخدر في اليد.
وفي هذه الحالة عادة ما يختفي الألم من تلقاء نفسه، ولكن إذا استمر لأكثر من يومين، فقد حان الوقت لرؤية الطبيب.
أيضا أكد المعهد على أن نقص فيتامين "ب 12" يعد من أهم أسباب تلك الحالة، حيث يحافظ فيتامين ب 12، الموجود بشكل طبيعي في اللحوم والأسماك والدواجن ومنتجات الألبان، على صحة أعصابنا وخلايا دمنا.
ويرى أن نقص فيتامين ب 12 في الجسم يمكن أن يتسبب في حدوث مشاكل عصبية، والتي قد تظهر من خلال الإحساس بنقص أو وخز.
كذلك فعندما نشعر بالقلق أو التوتر، يقوم جسمنا بتنشيط الاستجابة للقتال أو الهروب، حيث يتم إطلاق هرمونات التوتر في المناطق المستهدفة، من أجل تحسين قدرتنا على التعامل مع التهديد المتصور.
ويتضمن رد الفعل الفسيولوجي هذا إعادة توجيه تدفق الدم إلى أجزاء الجسم الأخرى الأكثر أهمية لبقائنا على قيد الحياة، وبالتالي يؤدي انخفاض الدورة الدموية في مناطق معينة إلى الشعور بالوخز والإبر.
وكذلك يمكن أن يسبب الإجهاد أيضًا توترًا في عضلاتنا، مما قد يؤدي إلى الشعور بالوخز.
وأكد المعهد أن التنمل المزمن قد يكون أيضًا أحد أعراض حالة طبية تؤثر على الجهاز العصبي للجسم، خاصة إذا كان التنميل مصحوبًا بضعف العضلات أو أعراض أخرى.
وأجاب المعهد عن كيفية تجنب أو تقليل التنمل، قائلا: أيقظ ذراعك... فعادة ما يعود الإحساس بالذراع بمجرد إزالة الضغط، لكن مصافحة اليد يمكن أن تساعد في زيادة تدفق الدم.
وقال: "يمكنك أيضًا مد ذراعيك لأعلى، وهز رأسك جنبًا إلى جنب، وتحريك الكتفين لأعلى ولأسفل لتحرير التوتر في الرقبة وتخفيف الأعصاب".
ونصح المعهد عند الإحساس بهذا الألم بوضع الذراعين واليدين بشكل صحيح، وتجنب ثنيهما تحت الجسم، ومحاولة إبقاء الرسغين مستقيمين لضمان تدفق الدم بسلاسة، مؤكدا على أهمية وضع الذراعين أثناء النوم بدلا من رفعهما فوق الرأس، لمنع قطع الدورة الدموية باتجاه اليدين.
ونصح كذلك بالتمارين المنتظمة، مؤكدا أنها تحسن من صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام، وتساعد الدورة الدموية لدينا.
للأعراض الشديدة أو المزمنة، استشر طبيبك لتأكيد ما إذا كان التنميل أو الإحساس الشائك ناتجًا عن حالة طبية موجودة، ولمناقشة العلاج أو الدواء المناسب.
وفي النهاية أكد أن التنميل المفاجئ يمكن أن يكون أيضًا علامة على حدوث سكتة دماغية، خاصة إذا كان التنمل مصحوبًا بدوخة وشلل وصعوبات في التحدث وفقدان التوازن وصداع شديد.
إرسال تعليق