علن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، أن وزارته استدعت السفير الروسي لدى واشنطن، إثر "حادث تصادم" بين مقاتلة روسية وطائرة استطلاع (تجسس) مسيرة أمريكية.
ولبى السفير الروسي الاستدعاء ووصل إلى مقر الخارجية في واشنطن بحسب ما ذكره البيت الأبيض.
وفي حادثة هي الأخطر منذ غزو روسيا جارتها الدولة الشيوعية السابقة في 24 شباط-فبراير العام الماضي، وقع، بحسب الجانب الأمريكي، احتكاك بين طائرتين، الأولى أمريكية مخصصة للاستطلاع [التجسس] والثانية مقاتلة روسية.
بيان الجيش الأمريكي
قال الجيش الأمريكي سابقاً الثلاثاء في بيان، إن مقاتلة روسية من طراز سو-27 (سوخوي)، اصطدمت بطائرة مسيرة تستخدم لأغراض تجسسية من نوع ريبر، تابعة له، فوق البحر الأسود.
ويراقب حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة المنطقة بتركيز عالٍ منذ بداية حرب أوكرانيا في شباط-فبراير 2022.
وقال الجيش الأمريكي إن المسيرة كانت تقوم بجولة روتينية في "المجال الجوي الدولي" عندما اصطدمت بها مقاتلة روسية من طراز سو 27 ما أدى إلى سقوط المسيرة.
ماذا قال البيت الأبيض؟
من جانبها أدانت واشنطن ما وصفته بـ"التصرف المتهور" بعد اصطدام الطائرة الروسية بالمسيّرة الأمريكية.
وقال جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، إن هذا النوع من الحوادث فوق البحر الأسود ليس خارجاً عن المألوف، لكن أضاف أن "هذا الحادث جدير بالملاحظة بسبب أن كان غير آمن وغير مهني."
وأشار كيربي إلى أنه تم إبلاغ الرئيس الأمريكي جو بايدن بما حدث وأكد أن وزارة الخارجية الأمريكية ستتواصل مع وزارة الخارجية الروسية مضيفاً أن الحادث لن "يردع" الجيش الأمريكي عن تنفيذ مهماته.
وقال كيربي: البحر الأسود ليس ملكاً لأي دولة. سنواصل القيام بما نحتاج إلى القيام به من أجل مصالح أمننا القومي في ذلك الجزء من العالم.
ماذا قالت روسيا؟
نفت وزارة الدفاع الروسية أن يكون "حادث تصادم" قد وقع بين طائرة مقاتلة تابعة لها والمسيرة الأمريكية، وأشارت إلى أن سلاح الجو "لم يستخدم الأسلحة ولم يؤثر على المسيرة الأمريكية" التي سقطت في البحر الأسود.
وقالت وزارة الدفاع في بيان إن المسيرة الأمريكية حلقت على علوّ منخفض في مناورة "خطيرة" ثم "اصطدمت بسطح الماء".
من جهته قال السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنتونوف، بعد مفاوضات مع الجانب الأمريكي إن "الطائرات والسفن الحربية الأمريكية لا يجب أن تقترب من حدود روسيا الاتحادية لأن لا عمل لها هناك"، بحسب ما ذكرته وكالة تاس.
وتساءل أنتونوف "هل يمكن لك تخيل مسيرة من هذا النوع تطير فجأة في سماء نيويورك أو سان فرانسيسكو؟ هل يمكنك تخيل ردّة فعل البنتاغون ووسائل الإعلام الأمريكية؟".
ووصف أنتونوف اقتراب المسيرة الأمريكية من شبه جزيرة القرم بالعمل "الاستفزازي" ولكنه قال في الوقت نفسه إن هناك مشاكل في ترسيم الحدود البحرية إذ لا تعترف الولايات المتحدة بسلطة روسيا على القرم.
وأكد أنتونوف أن "روسيا لا تريد مواجهة مع الأمريكيين"، وأنها تفضل "علاقات براغماتية تخدم مصلحة الشعبين الأمريكي والروسي".
تفعيل القنوات الدبلوماسية
أكد مصدران عسكريان غربيان لوكالة الثلاثاء تعرض طائرة مسيّرة من طراز ريبر أمريكية الصنع "لحادث" أثناء تحليقها فوق البحر الأسود. ولكن أحد المصدرين أكد أن "شيئاً ما حدث، ولكن ليس لدينا تأكيد أن الطائرة المسيَّرة أسقطت. التحقيق جار".
ولم يذكر المصدران اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما نظراً إلى حساسية المعلومات، الدولة التي تشغل المسيَّرة التي تستخدمها الولايات المتحدة على نطاق واسع وكذلك العديد من حلفائها في الناتو.
وذكرت فرانس برس نقلاً عنهما اعتقادهما أن الأمور لن تتطور خصوصاً مع تفعيل القنوات الدبلوماسية. في السياق ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن مسؤولاً كبيراً في حلف شمال الأطلسي، وهو كريستوفر كافولي، أبلغ الحلفاء بالحادثة.
استعادة حطام الطائرة؟
من جهتها ذكرت شبكة إن بي سي نيوز الأمريكية نقلاً عن مسؤولين لم تسمّهم إن الولايات المتحدة تدرس احتمال استعادة حطام المسيرة، ولكن الجيش الروسي بإمكانه الوصول إلى المسيرة قبل أية سفينة أمريكية أخرى.
ولم يذكر الجيش الأمريكي ما إذا كان الجيش الروسي حدد مكان الطائرة وبدأ عملية لاستعادتها.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلات صوتية [يمكن تعقبها في الواقع] قيل إنها لعملية أطلقتها القوات الروسية لاستعادة الطائرة. ولا يمكن حسم هذا الأمر حتى الآن ولا تأكيد من الجانبين الروسي أو الأمريكي عليه.
ومن الواضح أن واشنطن تفضل ألا تقع هذه التكنولوجيا الحساسة والحديثة في أيدي الكرملين.
إرسال تعليق