نشرت صحيفة “صاندي تايمز” تقريرا أعده ديفيد تشارتر بعنوان “ادفع أمريكا للتبرع مرة ثانية: كيف يستخدم ترامب الدعوى القضائية ضده لجمع الملايين؟”.
وقال
الكاتب إن مسؤولي حملة ترامب الرئاسية، حاولوا الاستفادة من ظهور الرئيس
السابق في المحكمة الأسبوع الماضي، لتكثيف جهود جمع التبرعات، وإعداد قميص
يحمل صورته الرسمية للمحكمة، وبيعه بـ47 دولارا.
وجاء
في رسالة إلكترونية: “ما هي أحسن طريقة لإثبات أن حملتنا لن تسلم بلدنا
لديكتاتورية اليسار أحسن من ارتداء أعداد لا تحصى من الوطنيين قميصا عليه:
ليس مذنبا”. ولم تُلتقط صورة لترامب عندما دخل المحكمة، ولم يظهر القميص
في قمصان الحملة لترامب، لكن الصورة الساخرة على قميص له جمعت حوالي 12
مليون دولار حيث حاول رجل الاستعراضات الحصول على أكبر منفعة مادية منها.
ورغم
الأسئلة الحقيقية حول كيفية استخدام ترامب الأموال التي تُجمع، إلا أن
هناك جيشا من الأنصار بمئات الآلاف مستعدون للتبرع بمبلغ 34 دولاء بناء على
مزاعم حملته. وجاء تحويل الحملة إلى سيولة نقدية بين أنصار ترامب لجعله
قويا في الحملة الانتخابية لعام 2024.
ويقول
مايكل غوف، العالم السياسي في جامعة جورج تاون: “الوجه السابق للحملة يمتد
سنوات، وأهمية المال نابعة من أنه الطريقة الوحيدة لتسجيل النقاط وحب
الأمريكيين للحفاظ على النقاط”.
وكتب غوف كتابا
بعنوان “مال الترشيحات الأولية” وركّز فيه على المرحلة الأولى من كل حملة
رئاسية عندما يتنافس المرشحون على نيل موافقة الحزب لخوض السباق الرئاسي.
وقال إن حملة جمع تبرعات الآن، قبل ترشيحات الحزب أثناء العام الانتخابي،
تقدم زخما ثمينا: “كلما جمعت مالا كثيرا، كلما حزت على مصداقية وشرعية
وحصلت على تغطية إعلامية”. وأضاف: “المال في مال الترشيحات الأولية، مهم
ومصدر لتمويل حملتك الانتخابية، ولكنني أجادل أن أهم قيمة للمال هي علامة
عن نجاحك في السباق، ولهذا يحاول ترامب التأكيد عليه، فهو عن الزخم
والمفهوم، وترامب فنان في هذا”.
وتعلق الصحيفة أن
عمليات جمع التبرعات والأموال لا تتوقف، فالرسالة الإلكترونية عن القميص،
هي واحدة من ثماني رسائل تطلب الدعم في يوم مساءلة ترامب بنيويورك، وتفوقت
عن خمس رسائل يومية للحملة تطلب من الأنصار التبرع.
وكانت
حصيلة التبرعات في الأسبوع الماضي أكثر من 9.5 مليون دولار تم جمعها خلال
الأسابيع الستة بعد إعلانه ترشيحه في تشرين الثاني/نوفمبر. وهو رقم ليس
كبيرا، لكن بالنسبة لرئيس سابق يحصل على تغطية إعلامية من كل جهة، فهذا ليس
سيئا.
ولم تقدم حملة ترامب بعد حجم المال
المجموع في الربع الأول من العام، وهناك قلة من حزب ترامب الجمهوري أعلنوا
عن ترشيحاتهم، إلا أن نيكي هيلي، حاكمة ساوث كارولينا السابقة، أعلنت عن
حملتها في منتصف شباط/ فبراير، وجمعت 11 مليون دولار من 70 ألف متبرع في
نهاية آذار/ مارس. وعندما فاز ترامب في انتخابات 2016، فإنه لم يجمع حصيلة
كبيرة من التبرعات مقابل ما حصلت عليه منافسته هيلاري كلينتون، وهو 1.2
مليار دولار.
وجاء ربع التبرعات لحملة ترامب من
متبرعين صغار، لكنه الوضع تغير في 2020، حيث شكلت تبرعات المتبرعين الصغار
نسبة 49% من حملته. وحصلت حملة بايدن على 38.4% ممن متبرعين صغار، دفع كل
واحد منهم ما معدله 200 دولار. ويعمل ترامب على استهداف المتبرعين الصغار
من خلال رسائل إلكترونية وبعروض، مثل وضعية خاصة أو عضوية مؤسس في مؤسسة
ترامب.
واستخدم ترامب في حملته الإنتخابية عام
2020 حيلة انتخابية تطلب تبرعات أسبوعية من خلال مربعات موافقة ينقر عليها.
وعلى المتلقين إلغاء النقر، المدفون وسط الكلام الصغير لتجنب الكشف من
شركات بطاقات الائتمان والحسابات البنكية. وعندما تزايدت الشكاوى، أعادت
حملة ترامب 135 مليون دولار.
وقال أداف نوتي،
المدير القانوني لمركز الحملة القانونية، إن الكثير من الذين يتلقون
الدعوات لا يفهمون عمليات التبرع، وهم ناس كبار في السن، وليس لديهم مال
كثير، و”يتم خداعهم بشأن المكان الذي تذهب إليه الأموال وحجم ما يدفعون،
وهو ما يفقد الثقة في النهاية بالنظام الانتخابي، وهذا أمر سيئ
للديمقراطية”.
ويعتمد ترامب على منظمتين لجمع
التبرعات: دونالد جي ترامب للرئاسة، ولجنة لنجعل أمريكا عظيمة مرة آخرى
(ماغا) وجمعت 1.6 مليار دولار، منها 771 مليون دولار حُولت إلى مؤسسة
واحدة، وهي شركة خاصة اسمها “أمريكان ميد ميديا كونسلتنت”، لكي تمول حملات
الإعلان والتغطية الإعلامية.
ودافع مسؤولو حملة
ترامب عن الترتيبات، كشركة ليس لديها موقع على الإنترنت وليست بحاجة للكشف
عن حساباتها أو مدرائها، مع أن نيويورك تايمز كشفت أن لارا ترامب، المتزوجة
لإريك ابن ترامب عملت في مجلس الشركة قبل استقالتها عام 2019.
ورغم
السرية حول كيفية استخدام التبرعات، إلا أن مالا كبيرا تدفق الأسبوع
الماضي بسبب غضب الجمهوريين على اعتقال ترامب بسبب اتهامات الممثلة
الإباحية السابقة ستورمي دانيالز.
إرسال تعليق